يعتبر السكري من الأمراض المزمنة التي تؤثر على العديد من الأشخاص في جميع أنحاء العالم، ويعد من أكثر الأمراض انتشاراً في الوقت الحالي. يتميز السكري بزيادة نسبة السكر في الدم، وقد يؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة إذا لم يتم التحكم به بشكل جيد. تعتبر العوامل التي تزيد من فرصة الإصابة بالسكري عوامل خطيرة وتتطلب اتخاذ إجراءات وقائية فورية. سنناقش في هذا المقال العوامل الرئيسية التي تزيد من فرصة الإصابة بالسكري والحلول الفعالة للوقاية منها.
عوامل تزيد من فرصة الإصابة بالسكري
العوامل الوراثية
العوامل الوراثية تلعب دورًا هامًا في زيادة فرص الإصابة بالسكري، فإذا كان أحد الوالدين يعاني من هذا المرض، فإن الاحتمالية ترتفع بشكل كبير للأبناء بنسبة تصل إلى 50٪. كما يزيد خطر الإصابة بالسكري لدى الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في الأنسولين أو الغدة الدرقية، حيث يؤدي اضطراب الأنسولين إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم، بينما تؤثر مشاكل الغدة الدرقية على عملية الأيض والتحكم بالوزن، وتزيد بالتالي من خطر الإصابة بالسكري. لذلك ينصح بإجراء الفحوصات الدورية لمراقبة مستويات السكر في الدم واتخاذ الإجراءات اللازمة للحد من خطر الإصابة بالسكري.
النظام الغذائي السيئ
النظام الغذائي السيئ يزيد من خطر الإصابة بالسكري بشكل كبير، فالتغذية الغير صحية والتي تحتوي على العديد من الدهون والسكريات تؤثر على حساسية الجسم للأنسولين، مما يؤدي إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم. لذلك يجب تجنب الأطعمة المصنعة والسريعة والغنية بالسعرات الحرارية والدهون، والتركيز على تناول الأطعمة الطبيعية الغنية بالألياف والفيتامينات والمعادن. كما ينصح بتقليل تناول السكريات والمشروبات الغازية وزيادة تناول الخضروات والفواكه، والحرص على تناول وجبات خفيفة وصحية بين الوجبات الرئيسية.
النشاط البدني الضعيف
يُعد النشاط البدني الضعيف عاملاً مهماً يزيد من فرص الإصابة بالسكري، فالحركة البدنية النشطة تساعد على تحسين حساسية الجسم للأنسولين وتقليل مستويات السكر في الدم. وبالتالي، ينصح بممارسة التمارين الرياضية بانتظام وعدم الجلوس لفترات طويلة، ويمكن البدء بممارسة التمارين ببطء ثم زيادة الوقت والشدة تدريجياً. كما يمكن اختيار الأنشطة التي تتناسب مع القدرات البدنية للفرد والتي توفر متعة وراحة، مثل المشي وركوب الدراجات والسباحة ورياضة الجري واليوغا والتمارين الخفيفة، والتي يمكن ممارستها في المنزل أو في الهواء الطلق.
الوزن الزائد
الوزن الزائد يعتبر من العوامل الرئيسية التي تؤدي إلى زيادة فرص الإصابة بالسكري، حيث يزيد من مقاومة الجسم للأنسولين ويؤثر على حساسية الجسم للأنسولين. لذلك ينصح باتباع نمط حياة صحي وتحسين العادات الغذائية وممارسة التمارين الرياضية بانتظام لتخفيف الوزن والحفاظ على وزن صحي. ومن أجل ذلك يجب الحرص على تناول وجبات غذائية صحية ومتوازنة تحتوي على العناصر الغذائية الضرورية للجسم، كما يجب الامتناع عن تناول الوجبات السريعة والأطعمة الغنية بالدهون والسكريات. ويمكن تحقيق ذلك من خلال زيادة تناول الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة والبروتينات النباتية والحيوانية بكميات مناسبة والحرص على تقليل تناول الأطعمة الغنية بالسعرات الحرارية.
بالإضافة إلى ذلك، ينصح بالمحافظة على نشاط بدني منتظم وتمارين رياضية بانتظام، حيث يساعد النشاط البدني على تحسين حساسية الجسم للأنسولين وتحسين عملية الاستقلاب في الجسم، وبالتالي يساعد في تقليل فرص الإصابة بالسكري. ويمكن القيام بأنشطة رياضية بسيطة مثل المشي والسباحة والركض وركوب الدراجات بشكل منتظم ولمدة لا تقل عن 30 دقيقة يوميًا.
يجب الحرص على الحد من التعرض لعوامل الخطر الأخرى التي تؤدي إلى زيادة فرص الإصابة بالسكري، مثل التدخين وتناول الكحول بكميات كبيرة، والتوتر.
الحلول الفعالة للوقاية من الإصابة بالسكري
الحفاظ على وزن صحي
يعتبر الحفاظ على وزن صحي من الخطوات الأساسية للوقاية من مرض السكري، حيث إن السمنة تعتبر أحد العوامل التي تزيد من فرص الإصابة بهذا المرض. لذلك، ينصح باتباع نظام غذائي صحي ومتوازن يشمل الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة واللحوم الخالية من الدهون والأسماك والمكسرات، وتجنب الأطعمة الغنية بالسكر والدهون والكربوهيدرات البسيطة. ويجب أيضًا تقليل حجم الوجبات والابتعاد عن الوجبات السريعة والمشروبات الغازية والعصائر الصناعية.
علاوة على ذلك، ينبغي ممارسة الرياضة بانتظام، حيث إن النشاط البدني يساعد في تحسين قدرة الجسم على استخدام السكر والحفاظ على مستويات السكر في الدم، كما يساعد على الحفاظ على الوزن الصحي وتحسين اللياقة البدنية. ينصح بممارسة التمارين الرياضية بانتظام وبشكل متواصل، مثل المشي وركوب الدراجة والسباحة وتمارين القوة.
وفي النهاية، يجب الحرص على إجراء الفحوصات الدورية لمراقبة مستويات السكر في الدم والوزن وضغط الدم، وذلك للكشف المبكر عن أي تغييرات واتخاذ الإجراءات اللازمة. كما ينبغي الحد من التعرض لعوامل الخطر الأخرى التي تؤدي إلى زيادة فرص الإصابة بالسكري، مثل التدخين وتناول الكحول بكميات كبيرة، والتوتر النفسي وقلة النوم.
زيادة النشاط البدني
تعتبر زيادة النشاط البدني إحدى الطرق الفعالة في الوقاية من الإصابة بمرض السكري، فالنشاط البدني المنتظم يساعد في تحسين حرق الطاقة وزيادة حساسية الجسم للأنسولين. ومن المفيد أن يكون النشاط البدني جزءًا من الحياة اليومية للشخص، مثل المشي لمدة 30 دقيقة يوميًا أو ممارسة التمارين الرياضية المفضلة لديه.
كما ينصح بتغيير العادات اليومية لتشجيع النشاط البدني، مثل استخدام الدرج بدلاً من المصعد، والمشي بدلاً من قيادة السيارة للأماكن القريبة، وممارسة الأنشطة الترفيهية التي تتطلب حركة الجسم، مثل الرقص والسباحة والتنس.
وينصح بالتدريج في بدء النشاط البدني، حيث يمكن البدء بمستويات بسيطة وزيادتها تدريجيًا مع الوقت، وعدم المبالغة فيها لتفادي الإصابة بالإجهاد أو الإصابات الأخرى.
التحكم في مستويات السكر في الدم
يعتبر التحكم في مستويات السكر في الدم أمرًا حيويًا للأشخاص الذين يعانون من مرض السكري، حيث إن تحكم مستويات السكر في الدم يمكن أن يساعد في تقليل مخاطر الإصابة بالمضاعفات الصحية المرتبطة بالمرض. ولتحقيق ذلك، ينبغي على الأشخاص الذين يعانون من مرض السكري اتباع نمط حياة صحي وتناول الأطعمة الصحية وممارسة الرياضة بشكل منتظم، كما يجب عليهم تناول الأدوية والعلاجات الموصوفة من قبل الطبيب بانتظام وفقًا للجرعة المحددة.
علاوة على ذلك، ينصح بمراقبة مستويات السكر في الدم باستخدام جهاز قياس مستوى السكر في الدم وفقًا لتوجيهات الطبيب، وذلك للتحقق من أن مستويات السكر في الدم تبقى ضمن المدى الطبيعي. ويجب على الأشخاص الذين يعانون من مرض السكري النوع الثاني تجنب الأطعمة الغنية بالسكريات والنشويات، مثل الحلويات والمشروبات الغازية، وتناول الأطعمة الصحية المشبعة بالألياف والبروتينات، مثل الخضروات والفواكه واللحوم المشوية والأسماك والمكسرات.
وفي النهاية، يجب على الأشخاص الذين يعانون من مرض السكري الاستمرار في مراقبة مستويات السكر في الدم واتباع النصائح الصحية الموصى بها من قبل الطبيب للتحكم في مستويات السكر في الدم بشكل فعال وتقليل مخاطر الإصابة بالمضاعفات الصحية المرتبطة بالمرض.
الحد من التعرض لعوامل الخطر الأخرى
من الضروري الحد من التعرض لعوامل الخطر الأخرى التي تؤدي إلى زيادة فرص الإصابة بمرض السكري، فالتدخين وتناول الكحول بكميات كبيرة يساهمان في زيادة مخاطر الإصابة بالسكري، كما أنّ التوتر النفسي وقلّة النوم يمكن أن تزيد من فرص الإصابة بالسكري.
ولذلك، ينصح بتقليل هذه العوامل الخطرة وتجنبها بشكل قدر الإمكان. وبالإضافة إلى ذلك، ينصح بتناول وجبات صحية ومتوازنة والابتعاد عن الأطعمة الغنية بالدهون والسكريات، كما ينصح بممارسة الرياضة بانتظام والحفاظ على وزن صحي، حيث إن السمنة تعد عاملًا مساهمًا في زيادة فرص الإصابة بمرض السكري. وأخيرًا، ينصح بإجراء الفحوصات الدورية لمراقبة مستويات السكر في الدم والوزن وضغط الدم، وذلك للكشف المبكر عن أي تغييرات واتخاذ الإجراءات اللازمة.
الفحوصات الدورية
بالنسبة للأشخاص الذين يرغبون في الحد من فرص الإصابة بالسكري، ينصح بإجراء الفحوصات الدورية لمراقبة مستويات السكر في الدم والوزن وضغط الدم. فالفحص الدوري يساعد في الكشف المبكر عن أي تغييرات قد تحدث في جسم الشخص، وهذا يسمح للشخص باتخاذ الإجراءات اللازمة بشكل سريع. ففي حال اكتشاف أي تغييرات في مستويات السكر في الدم أو زيادة في الوزن أو ارتفاع في ضغط الدم، يمكن للشخص اتخاذ إجراءات لتحسين حالته الصحية.
ومن الجدير بالذكر أن الفحوصات الدورية تختلف باختلاف الأعمار والأوضاع الصحية، فالأشخاص الذين لديهم عوامل خطر للإصابة بالسكري ينصح بإجراء الفحص بشكل دوري، وذلك بناءً على توصيات الطبيب المختص. وينبغي على الأشخاص الذين يعانون من السكري أيضًا إجراء الفحوصات الدورية لمراقبة مستويات السكر في الدم والوزن وضغط الدم، وذلك للتأكد من أن الحالة تحت السيطرة وللكشف عن أي تغييرات قد تحدث في الحالة الصحية.
ولا يجب أن يتم الاعتماد فقط على الفحوصات الدورية للوقاية من السكري، فالنمط الحياتي الصحي هو الأساس في الوقاية من هذه الحالة. وينصح باتباع نمط حياة صحي، مثل الحصول على قسط كاف من النوم وتناول الأطعمة الصحية والمتنوعة والتي تحتوي على العناصر الغذائية الضرورية، وممارسة الرياضة بانتظام، والتوقف عن التدخين وتناول الكحول بكميات كبيرة.
أسئلة شائعة :
س: هل يؤدي تناول السكريات بكميات كبيرة إلى زيادة فرص الإصابة بالسكري؟
ج: نعم، تناول السكريات بكميات كبيرة يؤدي إلى زيادة مستويات السكر في الدم ويزيد من فرص الإصابة بالسكري.
س: هل يمكن الوقاية من الإصابة بالسكري بتغيير نمط الحياة؟
ج: نعم، يمكن الوقاية من الإصابة بالسكري بتحسين نمط الحياة واتباع نظام غذائي صحي وممارسة التمارين الرياضية بشكل منتظم.
س: هل يؤثر التدخين على فرص الإصابة بالسكري؟
ج: نعم، التدخين يؤثر على حساسية الجسم للأنسولين ويزيد من فرص الإصابة بالسكري.
يعتبر السكري من الأمراض الخطيرة التي يمكن الوقاية منها باتباع نمط حياة صحي وتغيير العادات الغذائية السيئة. تؤدي عوامل عديدة إلى زيادة فرص الإصابة بالسكري، مثل العوامل الوراثية والعوامل البيئية والتغذية الغير صحية والنشاط البدني الضعيف والوزن الزائد. لذلك ينصح بتحسين نمط الحياة والتخلص من السلوكيات الغذائية الغير صحية، وزيادة النشاط البدني والتوقف عن التدخين وتناول الكحول بكميات كبيرة، والحفاظ على الوزن المناسب.
كما ينصح بإجراء الفحوصات الدورية لمراقبة مستويات السكر في الدم والوزن وضغط الدم، وذلك للكشف المبكر عن أي تغييرات واتخاذ الإجراءات اللازمة. بالتزامن مع تحسين النمط الحياتي الصحي، يتوجب على الأشخاص الذين يعانون من أعراض السكري زيارة الطبيب المختص لتشخيص الحالة ووصف العلاج المناسب، والالتزام بالعلاج الموصوف من أجل الحد من المضاعفات الصحية وتحسين جودة الحياة.
